بدأ بعض الباحثين الغربيين يتخلون عن التسمية الفارسية للخليج. ومن هؤلاء المؤرخ الإنجليزي رودريك أوين الذي زار الخليج العربي واصدر عنه سنة 1957 كتابا بعنوان "الفقاعة الذهبية – وثائق الخليج العربي" وقد روى فيه أنه زار الخليج العربي وهو يعتقد بأنه خليج فارسي لأنه لم ير على الخرائط الجغرافية سوى هذا الاسم. ولكنه ما كاد يتعرف إليه عن كثب حتى أيقن بأن الأصح تسميته "الخليج العربي" لأن أكثر سكان سواحله من العرب. وقال: «إن الحقائق والانصاف يقتضيان بتسميته الخليج العربي»[25]. وكذلك أكد الكاتب الفرنسي جان جاك بيربي (بالفرنسية: Jean Jacques Berreby) عروبة الخليج في كتابه الذي تناول فيه أحداث المنطقة وأهميتها الإستراتيجية، حيث يقول: «يؤلّف القسم الذي تغسله مياه نهر كارون من إقليم الأهواز مع القسم الأسفل من بلاد ما بين النهرين وحدة جغرافية واقتصادية... إن إقليم الأهواز هي طرف الهلال الخصيب الذي يبدأ عند السهول الفلسطينية وينتهي عندها مارّاً بلبنان وسوريا والعراق»[26].
يقول المؤرخ الألماني كارستن نيبور، الذي عمل لصالح الدنمارك وجاب الجزيرة العربية عام 1762: «لكنني لا أستطيع أن أمر بصمت مماثل، بالمستعمرات الأكثر أهمية، التي رغم كونها منشأة خارج حدود الجزيرة العربية، هي أقرب إليها. أعني العرب القاطنين الساحل الجنوبي من بلاد الفرس، المتحالفين على الغالب مع الشيوخ المجاورين، أو الخاضعين لهم. وتنفق ظروف مختلفة لتدل على أن هذه القبائل استقرت على الخليج الفارسي قبل فتوحات الخلفاء، وقد حافظت دوماً على استقلالها. ومن المضحك أن يصور جغرافيونا جزءاً من بلاد العرب كأنه خاضع لحكم ملوك الفرس، في حين أن هؤلاء الملوك لم يتمكنوا قط من أن يكونوا أسياد ساحل البحر في بلادهم الخاصة. لكنهم تحملوا -صابرين على مضض- أن يبقى هذا الساحل ملكا للعرب»[27].
كما كتب جون بيير فينون أستاذ المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس في كانون الثاني 1990 دراسة في مجلة اللوموند الفرنسية حول الخليج تؤكد تسميه الخليج بالعربي. فقامت السفارة الإيرانية بالاحتجاج واقعدتها. وكتبت رداً على بيير. فرد هو أيضاً رداً مدعماً بالحجج العلمية، وقدم خارطة لوكانور التي يرجع تاريخها إلى نهاية القرن السادس عشر والتي تحمل التسمية اللاتينية سينوس ارابيكوس أي "البحر العربي"، وقال: "لقد عثرت على أكثر من وثيقة وخارطة في المكتبة الوطنية في باريس تثبت بصورة قاطعة تسمية الخليج العربي، وجميعها تعارض وجهة النظر الإيرانية".
و أكد الكاتب وجهة نظره فيما تضمنته خارطة جوهين سبيد التي نشرت عام 1956 تحت اسم الإمبراطورية التركية حيث ورد في الخريطة تسمية "بحر القطيف" ثم "الخليج العربي". وقد دحض جون بيير (Jean-Pierre) مزاعم الإيرانيين، وأكد أن تسمية "الخليج الفارسي" الشائعة حديثاً بين الجغرافيين الأوربيين جاءت نتيجة توجه سبق، وابتدعته الدول الاستعمارية خاصة إيطاليا.
يقول الباحث د. إبراهيم خلف العبيدي: "بدأت الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن تسمية الخليج العربي بالفارسي لا تمت للواقع بشئ. إذ أنه عربي منذ عصور ما قبل التاريخ. وان سيطرة إيران عليه في فترات محدودة، لا يعد دليلاً على أنه فارسي. فضلاً عن ذلك فإن القبائل العربية هي ساكنه جانبي الخليج منذ القدم. ولا تزال القبائل تسكن في الساحل الشرقي الذي تحتله إيران، على الرغم من سياسية التفريس التي تتبعها إيران لمسخ هويتهم القومية".
ولهذا فإن العديد من الأطالس والمراجع الجغرافية الأوروبية (مثل موسوعة أونيفرساليس هاشيت ومعظم الموسوعات الأوروبية) بدأت منذ النصف الثاني من القرن العشرين باستخدام التعبير العلمي التاريخي – الجغرافي المتوازن وهو «الخليج العربي – الفارسي». وقامت «الجمعية الوطنية للجغرافيا» التي تصدر مجلة «ناشيونال جيوغرافيك»، وهي المرجع الرئيسي للجغرافيا في الولايات المتحدة، بوضع اسم الخليج العربي تحت اسم الخليج الفارسي. في حين فضلت بعض الجامعات والمنظمات الغربية (مثل: Times Atlas of the World ومتحف اللوفر) استعمال تعبير "الخليج" (The Gulf) بدون ذكر كلمة عربي أو فارسي.
النزاع السياسي
يرى الكاتب الفرنسي ميشال فوشيه Michel Foucher في كتابه "تخوم وحدود" (Fronts et Frontieres) أن الخليج الذي سمي الخليج الفارسي بسبب النفوذ القوي والتاريخي لإيران، وجد دعماً من الإستراتيجية الأميركية (زمن الشاه) القائمة على دعم الشاه وجيشه لتحقيق الأمن الإقليمي في حماية النفط. ويؤكد ذلك نبيل خليفة، كاتب لبناني في الشؤون الإستراتيجية، في صحيفة دار الحياة في 14 اغسطس 2005 : «ليس الخلاف بين العرب والإيرانيين مجرد خلاف لفظي/اسمي. وانما هو خلاف يعكس صراعاً سياسياً وقومياً ذا أبعاد ومضامين استراتيجية، خلاصتها من له الهيمنة على الخليج، على مياهه وجزره ونفطه ومواقعه الاستراتيجية وأمنه وثرواته».
وجهة نظر إيران
ترى إيران أن لها الحق في السيطرة على سائر الخليج العربي،[بحاجة لمصدر] وتعتبر سواحله الغربية أنها كانت مستعمرات تابعة لمملكة الفرس قبل الإسلام. كما أنها تعتبر "الخليج الفارسي" هي التسمية الوحيدة التي أطلقت على الخليج، وتنكر وجود أي اسم آخر.
الأمم المتحدة تجبر دول العالم على تسمية الخليج الفارسي المزعوم عبر البيان
لذلك بعد أن أعلنت مؤسسة ناشيونال جيوغرافيك عن كتابة اسم الخليج العربي إلى جانب الخليج الفارسي، في أطلسها الجديد، وأشارت إلى الخلاف على الجزر الثلاث بين إيران ودولة الإمارات العربية واعتبرت «ان طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى محتلة من إيران وتطالب الإمارات العربية بالسيادة عليها»، غضب القوميون الفرس، واتهموا المؤسسة بتلقي الرشاوي، واتهموها كذلك بأنها «بتأثير من اللوبي الصهيوني، وبدولارات النفط من بعض الحكومات العربية قررت تشويه واقع تاريخي لا يمكن نكرانه»[30]، مع أن إسرائيل تستعمل مصطلح "الخليج الفارسي". واعتبر المسؤولون الإيرانيون ذلك «مؤامرة صهيونية لشق صفوف المسلمين»، فبادرت الحكومة الإيرانية إلى اتخاذ اجراءات تمنع بموجبها الجمعية الوطنية للجغرافيا من بيع مطبوعاتها وخرائطها في إيران. كما منع أي مندوب من قبلها بدخول الأراضي الإيرانية. كما دعا رئيس البرلمان الإيراني حداد عادل كل من اسماهم عبادة الوطن للدفاع عن فارسية الخليج. كما جمع المعارضة الإيرانية بمختلف أطيافهم عن أن الخليج فارسي. وعبثاً حاولت الجمعية أن تشرح أسباب زيادة صفة "الخليج العربي" إلى الخليج الفارسي، بأن هناك من يعرف الذراع البحرية بالخليج العربي. ولا بد من التفريق بينها وبين بحر العرب القريب منها والواقع بين مضيق هرمز والمحيط الهندي. لكن الإيرانيين غير مستعدين لسماع أي تبرير، لأن اسم الخليج الفارسي «صار جزءاً لا يتجزأ من الهوية القومية الإيرانية».
وفي 15 حزيران 2006، قامت إيران بمنع مجلة The Economist من دخول إيران لمجرد أنها تضمنت خريطة عليها تسمية "الخليج" بدون ذكر الفرس.
وجهة نظر العرب
يرى أغلب العرب حاليا العرب أن اسم "الخليج العربي" تاريخي وقديم، وأنه مبرر لأن ثلثي سواحل الخليج تقع في بلدان عربية، بينما تطل إيران على حوالي الثلث، وأنه حتى السواحل الإيرانية تقطنها قبائل عربية سواء في الشمال (إقليم الأهواز) أو في الجنوب (السواحل إلى الشرق من بندر عباس، حيث كانت دولة القواسم مسيطرة على تلك البلاد حتى ضمتها إيران)، وبالتالي فمن الأولى تسمية الخليج وفق الشعب الذي يعيش حوله.
لذلك يقول الشيخ بكر أبو زيد في كتابه "معجم المناهي اللفظية": «الخليج الفارسي: هذه التسمية الباطلة تاريخاً وواقعاً من شعوبية فارس. فكيف يكون الخليج الفارسي وكل ما يحيط به أرض عربية من لحمة جزيرة العرب وسكان عرب خلص؟ فلنقل: الخليج العربي». وكتب في الحاشية :«الخليج الفارسي: أغاليط المؤرخين. لأبي اليسر عابدين ص264».
وفي الواقع فإن الفرس لم يكونوا يركبون البحر، حتى في أوج عظمتهم. وإذا ما أنشؤوا في الخليج أسطولاً، كان بحارته من غير الفرس. يقول د. صلاح العقاد: «أما الساحل الشمالي الشرقي الذي يكوّن الآن الساحل الإيراني، فيمتد على طوله نحو ألفي كيلومتر: سلسلة عالية من الجبال الصعبة المنافذ إلى الداخل، مما عزل سكان الفرس والسلطة المركزية فيها عن حياة البحر. ولقد اشتهر الفرس منذ غابر الزمن بخوفهم من حياة البحار، حتى قال بعض مؤرخين العرب: "ليس من الخليج شيء فارسي إلا اسمه". وعلى ذلك فإن ذيوع اسم "الخليج العربي" الآن قد جاء موافقاً لحقيقة جغرافية ثابتة»[33]. فيما قامت بينه وبين العرب أوثق الصلات قبل الإسلام وبعده. ويؤكد هذا سير برسي سايكس Sykes: «إن السياسة البحرية التي كان يتبعها نادر شاه الأفشارهي ضد تأثير العوامل الطبيعية التي جعلت ميول الناس وسلوكهم في إيران تفضل النفور والكره دائماً من ركوب البحر الذي تفصلهم عنه حواجز جبلية شاهقة»، وهو يعني بتلك السلسلة من الجبال: جبال زاغروس التي تحد بين إقليم الأهواز وفارس.