المدير العام Admin
عدد المساهمات : 73 تاريخ التسجيل : 21/09/2011
| موضوع: بحث بعنوان نظم المعلومات الجغرافية و الشرطة السبت سبتمبر 24, 2011 5:16 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
نظم المعلومات الجغرافية و الشرطة
1 - المـقـــدمــة الشرطة مؤسسة خدمة مجتمعية لا يمكن الاستغناء عنها ، يرتبط عملها برقعة جغرافية محددة رسميا ، مسؤولة عنها أرضا و سكانا و مبان و نشاطات . إنها إقليمها الوظيفي المكلفة بحماية أمنه و الحفاظ على استقراره و سيادة القانون فيه . وان معرفة طبيعة الأرض و نوعية السكان و النشاطات في هذا الإقليم جوهري من أجل أن تؤدي الشرطة واجبها بصورة متناسبة مع الحاجة و متوافقا مع ما يطرأ من مستجدات ومع ما يطفو على السطح من مشكلات و تعارضات . فالمعرفة الدقيقة بخصائص الإقليم الطبيعية و البشرية و الاقتصادية أمر لا مناص منه حيثما يكون هناك تخطيط علمي لضمان أمن المجتمع و الحفاظ على استقراره ، وحيثما تتولد حاجة إلى السيطرة الأمنية و معالجة المشكلات و الأحداث غير المرغوب فيها . إن المعرفة الإجمالية عن الإقليم الوظيفي لا تنفع كثيرا ، لأنها تخفي تباينات مكانية في الخصائص ، وبالمقابل فان المعرفة التفصيلية تؤدي إلى إرباك و ضياع عندما لا تكون المعلومات مرتبة بطريقة يسهل الوصول إليها و التعامل معها مباشرة . وقد وفرت تقنيات الحاسب الآلي Computer عملية جمع المعلومات و خزنها و تبويبها و معالجتها و تحليلها . وقد تطورت فأصبحت أكثر فائدة و أهمية عندما ربطت كل معلومة بالمكان الذي تعود إليه و تمثله ، و بهذا فقد اصبح ميسورا معالجة البيانات المكانية ، وهذا الشرطة في أمس الحاجة إليه . وهو معتمد من قبل أجهزة الشرطة في دول العالم المتقدمة ، وهو توجه عالمي بأخذ التقنيات الحديثة وسيلة للارتقاء بالأداء الوظيفي ، والتقدم بالمهنة و رفعها إلى مستوى الطموح . تختلف قواعد المعلومات الاعتيادية عن قواعد المعلومات المكانية Spatial Data-Base في أن الأولى موجهة نحو الشيء Object oriented نفسه ، أما الثانية فإنها تربط المعلومة بالمكان (الموقع) Location oriented ، وهو محور المعلومات وأساس خزنها و تحليلها ، وهو السبيل الوحيد للوصول إليها . ولما كانت قاعدة المعلومات المكانية عنصرا في نظام المعلومات الجغرافية Geographic Information System (GIS) ، لذا فمن الضروري أن يكون التعريف بها من خلال تسليط الضوء على النظام الذي تنتمي إليه وتعمل من خلال آليته . فالتعريف بعنصر دون النظام لا يعطي فكرة ناجزة عنه ، و ذلك لأن دوره الحقيقي يكون ضمن أداء النظام لا مجردا عنه . المقال معني بالتعريف بتقنية قواعد المعلومات المكانية ، و الاستفادة منها كجزء من نظام معالجة آلية للبيانات يعرف باسم نظام المعلومات الجغرافية ، وتأشير المجالات التي يتسنى الاستفادة من هذا النظام في تنفيذ مهام الشرطة و وظائفها و تطويرها .
2 - التعريف بنظام المعلومات الجغرافية يعد نظام المعلومات الجغرافية GIS أداة تستند على الحاسب الإلكتروني لتنفيذ مجموعة من العمليات ، مثل : إدخال المعلومات إلى الحاسبة ، خزنها ، معالجتها ، تنظيمها و ترتيبها ، استردادها جزئيا أو كليا ، تحديثها ، تحليلها ، و الحصول على مخرجاتها . وترتبط المعلومات في هذا النظام بخصائص المناطق أو المواقع الجغرافية . ويساعد النظام في الإجابة عن تساؤلات مكانية ، مثل : أين تقع الأشياء أو الأحداث ، أو ماهي المعلومات المتوافرة عن موقع معين ، أو منطقة محددة . ويستخدم مصطلح نظام المعلومات الجغرافية للدلالة على معان عديدة حسب طبيعة المجالات المستخدم بها . فقد يقصد به مجموعة البرمجيات Software و مكونات الحاسب الصلبة Hardware المستخدمة للعمل على ، و معالجة معلومات مكانية . ويشار إلى بعض البرمجيات الجاهزة Packages المصممة لمعالجة بيانات عن مظاهر جغرافية بأنها نظم معلومات جغرافية . كما يرتبط هذا المصطلح بتطبيقات قواعد بيانات جغرافية تشمل بلدا بكامله أو إقليما معينا . و يستخدم المصطلح أيضا عند وصف المجال الدراسي المعني بطرائق أو برامج Algorithms وإجراءات العمل مع بيانات جغرافية . وتمنح بعض الجامعات شهادات علمية في موضوع نظم المعلومات الجغرافية ، وعلى ضوء ذلك برز للوجود علم جديد سمي ب " علم المعلومات الجغرافية " وهو معني بالبحوث الخاصة بالبرمجيات المكانية و إجراءاتها المستندة على استخدام الحاسب في مجال التحليل و المعالجات الخرائطية . أورد محمد الخزامي في كتابه العديد من التعاريف لنظم المعلومات الجغرافية ، أختير بعضها للتوضيح هنا ( عزيز ، 2000) . • تعريف سمث و زملاءه ، 1987 ، " نظام المعلومات الجغرافي هو نظام قاعدة المعلومات والذي يحتوي على معلومات مكانية مرتبة بالإضافة إلى احتوائه على مجموعة من العمليات التي تقوم بالإجابة على استفسارات حول ظاهرة مكانية من قاعدة المعلومات " . • تعريف وزارة البيئة البريطانية DoE ، 1987 ، " نظم المعلومات الجغرافية هي نظم متكاملة تقوم بحصر و تخزين و مراجعة و معالجة و تحليل و عرض البيانات التي تعتمد على نظم الإحداثيات المكانية على سطح الأرض " . • تعريف مؤسسة ESRI الأمريكية ، 1990 ، " نظم المعلومات الجغرافية هي مجمع متناسق يضم مكونات الحاسب الآلي و البرامج و قواعد البيانات بالإضافة إلى الأفراد وفي مجموعة يقوم بحصر دقيق للمعلومات المكانية و تخزينها و تحديثها و معالجتها و تحليلها و عرضها" . • تعريف محمد الخزامي عزيز , (2000) ، " نظم المعلومات الجغرافية هي نمط تطبيقي لتكنولوجيا الحاسب الآلي والتي تهتم بإنجاز وظائف خاصة في مجال معالجة و تحليل المعلومات المكانية بما يتفق مع الهدف التطبيقي لهل معتمدة على كفاءة بشرية و إلكترونية متميزة " . جميع هذه التعاريف صحيحة ، و الفروقات فيما بينها طفيفة ، وجميعها نابع عن خبرة عملية في معالجة المعلومات و الخصائص المرتبطة بمكان معين .
3 - بيئة نشوء نظم المعلومات الجغرافية و تطورها ارتبط تأسيس نظم المعلومات الجغرافية GIS بالتطورات التي حصلت في ميادين علمية عديدة ، فعلما المساحة و الخرائط Cartography قد ساهما في وضع القواعد العامة و أدوات قياس مظاهر سطح الأرض و تمثيلها على الخارطة . كما وفر علم الحاسبات هيكل عمل لخزن المعلومات و تنظيمها ، و بالاشتراك مع علم الرياضيات فقد قدما أدوات معالجة الجوانب الهندسية للظواهر الجغرافية ((تحويل الواقع المجسم متعدد الأبعاد إلى تمثيل مستوي ببعدين على الورق)) . ومن خلال الربط بين هذه المعلومات مع نتائج التعدادات السكانية و المسوحات الأخرى عن الوضع الاجتماعي – الاقتصادي و البيئة و تضاريس سطح الأرض فقد برزت تطبيقات علمية و تجارية و خدمية واسعة لنظم المعلومات الجغرافية . وفي المجال الأكاديمي امتدت هذه التطبيقات إلى مختلف العلوم ، مثل الآثار و علم المحيطات و الجغرافيا بمختلف فروعها و تخصصاتها الدقيقة و التخطيط ، إضافة إلى تطبيقات تجارية واسعة في مجال التسويق و بيع العقارات . وقد اتسعت تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية لتشمل قطاع الخدمات و المنافع العامة ، مثل شركات الهاتف التي تروم إدارة و صيانة ألبنى التحتية لخدماتها ، و جميع النشاطات التي تعتمد تقسيم الأرض إلى نطاقات مثل البريد و الانتخابات و غيرها ، كذلك التنظيم المكاني لواجبات السلطات المحلية و الإقليمية . فقد استخدمت نظم المعلومات الجغرافية لغرض جمع المعلومات و خزنها ، ولعل الاستخدام الأكثر فائدة كان في رسم الخرائط و إجراء التعدادات السكانية . وفي الميدان الجامعي أثبتت هذه النظم القدرة على التحليل المعمق ، كما برزت كفاءتها في إدارة الموارد الطبيعية و في التسويق . وقد استخدمت الشركات المالكة للغابات نظم المعلومات الجغرافية لضمان إدامة جيدة للغابات و قطع الأشجار عند نضجها الأمثل . واستخدمت شركات تجارة بيع الجملة و بيع المفرد هذه النظم لتحليل التنظيم المكاني لزبائنها ، ولتحديد المواقع الجديدة المقترحة لخدماتها و تقييمها قبل التنفيذ .
4 - المتطلبات الأساسية لنظام المعلومات الجغرافية لا يتطلب تشغيل نظام المعلومات الجغرافية حاسبات من نوع خاص يختلف عن تلك المستخدمة في التطبيقات الأخرى . فهي جميعا تتطلب قدرة عالية في الخزن و المعالجة لبيانات بكميات كبيرة . لذا ، فالحاسبات الشخصية المتوافقة مع IBM ، و بشاشة عرض دقيقة التفاصيل للصور و الرسوم ، و ملحقاتها الخاصة بإدخال البيانات الاعتيادية من لوحة المفاتيح و الفارة Mouse ، و لوحة رسم الخرائط Digitizer وبحجم كبير نسبيا ، و جهاز مكشاف Scanner يستنسخ الخرائط و الصور لإدخالها إلى الحاسبة و تحويلها إلى قاعدة بيانات رقمية ، جميع هذه الأجهزة أساسية و مشتركة في جميع نظم المعلومات الجغرافية المتوافرة في الأسواق . ومن أجل الحصول على مخرجات النظام و خرائطه فان الراسم Plotter لا غنى عنه ، كذلك طابعة ليزرية ، كلاهما ينفع أيضا في عرض النتائج و تحليل البيانات و الرسوم بصريا . و تتوافر في الأسواق برمجيات جاهزة مخصصة للحاسبات الشخصية واجبها رسم الخرائط . وتشترك هذه البرمجيات الجاهزة مع برامج Windows في سلسلة واسعة من القدرات في مجال إدخال البيانات و تنظيمها و تحليلها و الحصول على مخرجاتها . لقد حدث تطور حديث في سوق برمجيات نظم المعلومات الجغرافية ، حيث تم توفير مجموعة متكاملة من أدوات النظام على شكل حزمة تعرف ب : GIS Tool Box . تساعد هذه الحزمة في إسقاط البيانات على الخرائط وبما يتناسب مع الهدف ، وبعضها مصمم ليتوافق مع طبيعة المؤسسة المستخدمة للنظام . و كل حزمة تشكل لوحدها نظام معلومات جغرافي مستقل . إضافة إلى ذلك ، فانه يتكامل مع البرمجيات الجاهزة الأخرى و يتوافق معها . وتضم بعض هذه الحزم و البرمجيات تسهيلات الربط مع شبكة المعلومات الدولية ، التي أصبح لا غنى عنها . ( UN 2000) . تتجه عملية إنتاج برمجيات نظم المعلومات الجغرافية الحديثة إلى الارتباط مع شبكة المعلومات الدولية Internet ، والى التكامل بين مختلف وظائف النظام و التوافق مع مختلف التطبيقات . وبهذه الصيغة أصبح بمقدور المستخدم للنظام الاستقصاء عن معلومات و تحليلها بعد الحصول عليها من مصادر و قواعد بيانات جغرافية بعيدة مكانيا من خلال استخدام شبكة Web و البرمجيات التي يتم تحميلها على الحاسبة عند الحاجة فقط (أي لا تكون مخزونة في الحاسبة كي لا تشغل بشكل دائم حيزا من الذاكرة ، بل ترك الحيز جاهزا للاستعمالات الأخرى) . وقد حدث تلاقي آخر بين نظم المعلومات الجغرافية و برمجيات إدارة قواعد المعلومات DBM حيث أصبحت قواعد المعلومات العامة قادرة و مهيأة للقيام بوظائف خزن و معالجة البيانات المرتبطة مكانيا . وبهذه الصيغة فقد تلاشت الفرو قات بين قواعد المعلومات المطلوبة لنظم المعلومات الجغرافية و قواعد المعلومات العامة ، ويزول الفرق عندما يكون المكان (الموقع) هو الأساس في نظم المعلومات جميعها . 5 - قاعدة المعلومات المكانية إن قاعدة المعلومات المكانية في نظم المعلومات الجغرافية هي تمثيل لمظاهر حقيقية موجودة على سطح الأرض قد تم تجسيدها وخزنها في الحاسبة الإلكترونية بطريقة رقمية خاصة تفهمها الحاسبة . فبرمجيات النظام توفر الأدوات التي تساعد في تنظيم المعلومات عن المظاهر المحددة مكانيا . والمبدأ المستخدم في نظم المعلومات الجغرافية هو ترتيب البيانات على شكل طبقات Layers فبدلا من خزن جميع المظاهر المكانية في مكان واحد ، الخارطة الورقية مثلا ، فانه يتم جمع المظاهر المتشابهة مع بعض لتشكل طبقة معلوماتية داخل الحاسبة . فالخارطة التضاريسية التي تضم خطوط الارتفاعات المتساوية و شبكة الطرق و الأنهار و المستقرات البشرية فإنه عند خزنها في الحاسبة طبقا لنظم المعلومات الجغرافية تأخذ شكل طبقات لكل مظهر من هذه المظاهر المكانية . ( الدلو ، 2000) . يعني هذا ، تضم قاعدة المعلومات المكانية في نظم المعلومات الجغرافية طبقات للمظاهر الطبيعية مثل طبقة للطرق ، أخرى للأنهار ، مثلها للمباني و هكذا . كذلك طبقات تمثل الظواهر التي لا ترسم فعلا على سطح الأرض مثل الحدود الإدارية و النطاقات البريدية و خطوط الطول و العرض . وتساعد برمجيات النظام في إيجاد طبقات معلومات جديدة مشتقة من الطبقات الأصلية . فمثلا ، يمكن تشكيل طبقة معلومات تمثل حوض النهر مشتقة من خارطة للارتفاعات المتساوية (كنتورية) ، او طبقة فيها جميع المناطق و المظاهر التي تبتعد بمسافة محددة عن مستشفى أو مدرسة أو مركز شرطة أو غيرها من المواقع الثابتة ، وحتى المتحركة . ومن خلال قاعدة نظم معلومات النظم الجغرافية يمكن اشتقاق ظاهرة معينة من سلسلة من مصادر المعلومات المختلفة ، خرائط تضاريسية أو خرائط توزيعات ، ويمكن ربطها بالملاحظات المسجلة ميدانيا ، ومع البيانات المستمدة من مصادر التحسس النائي و الاستشعار عن بعد ، أو الصور الجوية ، وبالتالي تكاملها مع بيانات الخارطة الأساس . بعبارة أدق ، يوفر نظام المعلومات الجغرافية الأدوات التي يمكن بواسطتها تكامل مجاميع البيانات المختلفة ضمن هيكل عام معرف بنظام الاحداثيات الجغرافية . وعلى هذا الأساس يستطيع المستخدم للنظام الربط بين مختلف أنواع البيانات منتجا معلومات جديدة ، ومشتقا الإجابة عن تساؤلات معقدة تشمل طبقات عديدة من المعلومات و البيانات . ويشار إلى القدرة على تكامل البيانات من مصادر متباينة و مختلفة للمعلومات باستخدام المواقع الجغرافية كوسيلة للربط بينها "كاستخدام للمجال Space كنظام دليلي" ، وهذه هي الميزة الكبرى و الفائدة العظمى من نظم المعلومات الجغرافية .
1 – 5 ) طريقة خزن المعلومات المكانية على الرغم من التنوع الكبير في مصادر المعلومات ، وفي طبيعة البيانات ، التي يمكن استخدامها في نظم المعلومات الجغرافية ، إلا آن طرق خزنها في قواعد المعلومات الجغرافية محدودة جدا . فعند استخدام برمجيات النظم الجغرافية فان المظاهر الحقيقية يتم تحويلها إلى تمثيلات مبسطة تسهيلا لعملية خزنها في الحاسبة و معالجتها لاحقا . وهناك نموذجين للبيانات هما السائدان حاليا في برمجيات نظم المعلومات الجغرافية التجارية ، النموذج الخطي للبيانات Vector الذي يستخدم لترميز المظاهر المنفصلة ، مثل : المساكن ، الطرق ، الأنهار ، المناطق . و النموذج الثاني هو المساحي Raster وهو الأكثر استخداما لتمثيل المظاهر المتصلة مثل المرتفعات أو المناخ ، و الصور الجوية و المرئيات الفضائية . ويعتمد النموذج الأول في التعدادات السكانية ، رغم إن مجاميع البيانات التكميلية قد تخزن باعتماد النموذج المساحي لتناسبها معه . (عزيز ، 2000) .
أ - النموذج الخطي لخزن المعلومات ، طبقا لهذا النموذج ، تمثل المظاهر الحقيقية باعتماد أوليات هندسية ، مثل النقاط ، الخطوط ، المنحنيات ، و المساحات . تمثل النقطة في الحاسبة بواسطة الاحداثيين السيني و الصادي (X , Y ) ، والخط هو عبارة عن تتابع الاحداثيين السيني و الصادي ، وحيث تسمى النقطة الأخيرة (نهاية الخط) بالعقدة Node و تسمى نقاط الخط ب Vertices . وتمثل المنحنيات و المناطق Areas بسلسلة مغلقة من الخطوط . أي إن نقطة البداية هي نفسها نقطة النهاية في خط متصل يحيط بالمنطقة Loop . وقد تستخدم النقاط لتمثيل المساكن ، الآبار أو نقاط سيطرة أرضية (مواقع دوريات آلية) ، وتصف الخطوط مظاهر طبيعية مثل الطرق و الأنهار ، آما الوحدات الإحصائية و الإدارية فتمثل بالمنحنيات و المناطق Polygons . يخزن نموذج البيانات الخطي المبسط البيانات بدون تحديد العلاقات المكانية مع المظاهر الجغرافية . ويعرف هذا النوع بالسباكيتي Spaghetti طالما إن خطوط قاعدة البيانات تتداخل مع بعض Overlap دون أن تتقاطع مثل خيوط السباكيتي على الطبق . و النماذج الأكثر تطورا تخزن العلاقات المكانية مع مختلف المظاهر في قاعدة البيانات . فعلى سبيل المثال فان الخطوط المتقاطعة يتم تجزئتها و تضاف عقد جديدة في نقاط التقاطع . وبدلا من تعريف حدود التجاور في المساحات و المناطق مرتين (مرة مع كل خط متصل) فان الخط يخزن مرة واحدة مع المعلومات عن المنطقة التي تقع شرق و غرب الخط على التوالي . والمعلومات عن العلاقات بين العقد ، الخطوط و المساحات تخزن في جداول تمثل خصائص المواقع و المناطق . (محمد علي ، 2001) . تتضح إيجابيات هذا النموذج عندما ترد أسئلة عن قاعدة البيانات المكانية . فالتركيب المكاني لقاعدة المعلومات يساعد في الإجابة عن استفسارات عن وحدات البيانات و علاقاتها مع غيرها . فمثلا ، يمكن تحديد ، وبسرعة ، جميع التجاورات لوحدات إحصائية معينة . فالنظام يذهب عبر قائمة الخطوط المحددة للوحدة الإحصائية المقصودة و يجد جميع الوحدات الإحصائية المحيطة بها . تستخدم البرامجات الجاهزة المتطورة لنظم المعلومات الجغرافية تراكيب كاملة تسمح بالإجابة عن تساؤلات معقدة عند تداخل المناطق . في مثل هذه العمليات تكون مجموعتين من البيانات الخطية قد اشتركت في المكان (مثل المناطق الإدارية و حدود منطقة تغذية مدرسة أو مستشفى مثلا) . ويمكن اشتقاق منطقة جديدة صغيرة من خلال تقاطع المناطق الناجم عن تداخل مجموعتين من البيانات . ومعظم الحاسبات الشخصية و نظم الخرائط المصممة لها تستخدم تراكيب بيانات أكثر بساطة . في هذه البرمجيات تعرف جميع المنحنيات و المناطق كدوائر مغلقة ، يتم خزن حدود المناطق المتجاورة مرتين في قاعدة البيانات . تعرف كل ظاهرة باسم داخلي في قاعدة المعلومات ، مع تعريف خاص بها يقوم بالربط بينها مع ما يقابلها من بيانات أو جداول تحتوي خصائصها . فالنقاط الممثلة لمراكز الشرطة يصبح بإمكان مستخدم نظام المعلومات الجغرافية وضع قائمة تتعلق بالعنوان ، الملاك الوظيفي ، الآليات ، المهام ، الملاحظات المهنية و الإدارية . وبالنسبة لمنطقة عمل المركز فانه يمكن خزن معلومات تتعلق بالتركيب العمري و المهني للسكان ، طبيعة استعمالات الأرض ، وغيرها من معلومات ضرورية . وقد يضيف مستخدم النظم الجغرافية الرمز الرسمي للمنطقة ، عدد الوحدات السكنية فيها ، وأية معلومات إحصائية أخرى يرى أهميتها . وللأغراض معينة محددة ، تعتمد معظم النظم الجغرافية نموذج قاعدة معلومات مبني على العلاقة عند خزن الخصائص أو المعلومات غير المكانية بشكل منفصل . وتكون ملفات الخصائص مكملة للبيانات الجغرافية الرقمية ، ويسهل الوصول إليها من خلال نظم المعلومات الجغرافية أو نظم قواعد المعلومات المرتبة مكانيا . وبين التطرفين في النموذج ، السباكيتي البسيط ، و التوبولوجي الكامل التعقيد ، فقد ظهرت برمجيات جاهزة مصممة للحاسبات الشخصية تقوم بالموائمة بينها . فعلى الرغم من إنها ليست كاملة التعقيد فإنها تسمح بالحسابات السريعة للمتجاورات و المعلومات ذات الصلة ببعضها مكانيا . إنها تجمع بين سهولة التحرير و الاستخدام لنماذج بيانات بسيطة مع عناصر ذات طاقات تحليلية عالية في النماذج التوبولوجية للبيانات .
ب - النموذج المساحي لخزن المعلومات ، تقسم برمجيات نظم المعلومات الجغرافية المساحية المجال إلى أعمدة و اسطر منتظمة ، وكل خلية في الشبكة تدعى Pixel اختصارا للكلمة الإنكليزية Picture Element ، موحية بأصل هذا النموذج ، الذي يعود إلى تقنيات الاستشعار عن بعد و معالجة المرئيات الفضائية . وفي معظم النماذج المساحية فان قيم خصائص الموقع ، مثل ارتفاعه عن مستوى سطح البحر ، تخزن في خلايا مقابلة له في النموذج المساحي . وبهذا فان قاعدة البيانات المساحية للارتفاعات عن مستوى سطح البحر هي خط طويل متصل لعدد من الارتفاعات في ذلك السطر . و المعلومة الإضافية الوحيدة المطلوبة هنا هي عدد الأسطر و الأعمدة في المرئية المساحية ، وعدد الخلايا المساحية ، وهي في العادة على شكل مربعات و بوحدات مساحية حقيقية (أمتار أو أقدام) و احداثيات أركان الصورة . تخزن هذه المعلومات في العادة في أعلى الصفحة أو في ملف صغير منفصل . تساعد هذه المعلومات النظام الجغرافي لحساب أبعاد الشبكة . فمثلا ، فان الاحداثي ( س) (X) في الركن الأيمن الأعلى هو ((20 * 10 + 150 = 350)) . ويقوم النظام باستخدام هذه المعلومات لتسجيل الشبكة المساحية بدقة عالية مع طبقات المعلومات الجغرافية الأخرى لرسم مظاهر خطية بدء من أعلى الشبكة ، مثلا . ( UN 2000) . وطريقة خزن البيانات طبقا لهذه الطريقة لا تكون كفوءة عندما يكون هناك عدد كبير من الخلايا بقيم متشابهة ، مثل خزن الأشياء المنفصلة . لذا فان معظم نظم المعلومات الجغرافية تعتمد طريقة تزاوج فيها بين النموذجين . و الطريقة الأبسط تعتمد الترميز Run – Length حيث يخزن النظام كل زوجين من الأرقام ، قيمة البيانات و عدد تكرارها ، وبهذه الصيغة يتم تقليص حجم الملف بدرجة كبيرة . تستخدم النماذج المساحية ، في الغالب ، لخزن بيانات متباينة متصلة ، أو مرئيات فضائية تظهر عليها تدرجات لونية متصلة . وكما إن الأشياء المنفصلة يمكن خزنها بالنموذج المساحي ، فان البيانات المتصلة يمكن تمثيلها بتركيبة خطية . وافضل مثال هو خطوط (الكنتور) الارتفاعات المتساوية التي تعرض تباين الارتفاعات في الخرائط التضاريسية .
2 – 5 ) إيجابيات النموذجين و سلبياتهما تتمثل قوة نموذج البيانات المساحية ببساطتها ، فالعديد من العمليات يمكن القيام بها لمعالجة البيانات الجغرافية بيسر و تضمينها و تنفيذها بسرعة . ونمذجة البيانات المتصلة يكون مع البيانات المتعلقة بالارتفاعات أو البيانات الهايدرولوجية و بالنموذج المساحي . غير الإيجابي في النموذج المساحي هو المساومة بين حجم مجموعة البيانات المساحية و درجة الدقة في تمثيل المظاهر المكانية . فالشبكة الدقيقة المربعات ستمثل جميع الانحناءات في الحدود و الظاهرة قيد الدرس و بتفاصيل كافية ، إلا إنها تتطلب مساحة كبيرة من ذاكرة الحاسبة للخزن فيها . بالإمكان تنفيذ معظم عمليات نظم المعلومات الجغرافية باعتماد النموذجين ، والأنسب منها مرهون بالتطبيق . فالتعدادات السكانية ، كذلك العديد من التطبيقات الاجتماعية – الاقتصادية يناسبها النموذج الخطي . فتراكيب البيانات الخطية تسمح بتمثيل متكامل للنقاط و المنحنيات و المساحات التي تعرف الأشياء الاجتماعية – الاقتصادية على أساسها . إن الصلة الحميمة بين النظم الجغرافية مع نظم إدارة قواعد المعلومات يعزز التطبيقات الاجتماعية – الاقتصادية المتسمة بعدد كبير من الخصائص (مئات المتغيرات المرتبطة بعدد محدد من المظاهر المكانية مثل الوحدات الإحصائية ، القرى ، الأقاليم الوظيفية لمراكز الشرطة ، وغيرها . أن طبع المخرجات من قواعد البيانات الخطية في النظم الجغرافية يؤدي إلى إنتاج خرائط أكثر قربا من الخرائط المنتجة بالطريقة التقليدية لرسم الخرائط . (عزيز ، 2000) . مع هذا ، فان القدرة على معالجة البيانات المساحية في التطبيقات السكانية يزداد أهمية ، وذلك لأن بعض البيانات المدخلة لتحديد حدود الوحدات الإدارية أو الإحصائية أو الوظيفية تكون بالصيغة المساحية . ومن حسن الطالع فان الاختيار بين النموذجين لا يكون بصيغة (أما \ أو) فالعديد من برمجيات نظم المعلومات الجغرافية تعمل مع النموذجين . يسمح هذا باستخدام البيانات المساحية كخلفية تسقط عليها الخطوط و المظاهر الأخرى . لذلك فان المرئيات الفضائية أو مظاهر سطح الأرض يمكن عرضها على شاشة الحاسبة بالاشتراك مع معلومات أخرى تتعلق بحدود الوحدات الإحصائية ، على سبيل المثال لا الحصر . (UN 2000) .
3 – 5 ) الضبط مقابل الدقة على الرغم من أن مصطلحي الضبط Precision و الدقة Accuracy لهما معان مختلفة عن بعض ، إلا انهما يستخدمان كبدائل عن بعض في غالب الأحيان . فالدقة تعني الخلو من الخطأ . وفي المجال المكاني ، على سبيل المثال ، فان دقة إحداثيات تحديد موقع النقطة في قواعد بيانات النظم الجغرافية يسجل في المكان الصحيح قياسا بموقع ما تمثله النقطة على سطح الأرض . وبالمقابل ، فان الضبط يشير إلى القدرة على التمييز بين الكميات الصغيرة أو المسافات عند القياس . فمثلا ، عندما تقيس أجهزة قياس المساحة الإحداثيات بالأمتار فقط عندها يكون موقع النقطة في نظام المعلومات الجغرافية دقيقا لأقرب متر . ولكن باستخدام أجهزة قياس أكثر دقة حينها يتم الحصول على إحداثيات أكثر دقة للسنتمتر أو حتى الملميتر ومن الناحية العملية فان درجة الضبط التي تخزن بها الإحداثيات في نظم المعلومات الجغرافية ، النموذج الخطي ، هي غير محددة و ذلك لأنها تستخدم نوعا مزدوجا من الضبط ( 8 Bytes لكل نقطة) . ودقة الإحداثيات المكانية تعتمد بدرجة كبيرة على دقة أجهزة و أدوات جمع المعلومات . وأفضل أجهزة المسح هي تلك المستخدمة في التطبيقات الهندسية ، أو البحوث المعنية بالصفيحة التكتونية حيث تصل درجة الدقة إلى أقل من مليمتر واحد . و معظم البيانات المستخدمة في النظم الجغرافية تعود إلى مصادر أقل دقة ، مثل الخرائط الورقية ، نظام تحديد المواقع المنقول يدويا ، و مخططات العمل الحقلي . (UN 2000) .
6 – مجالات استخدام نظم المعلومات الجغرافية على ضوء ما تقدم ، يمكن القول بان إمكانية الاستفادة من قواعد المعلومات المكانية و نظم المعلومات الجغرافية غير محدودة ، فهي لا تنحصر في جانب دون الآخر . فقواعد المعلومات المكانية تشكل غرفة عمليات ديناميكية ، متباينة المستويات والأغراض ، حيث يمكن أن تستخدم من قبل جميع المستويات القيادية ، وعلى جميع الأصعدة ، ولجميع أغراض الشرطة و مهامها الوظيفية و المهنية . ومن أجل تحديد هذه المجالات ، من الضروري العودة إلى كتابات المختصين الذين حددوا مجالات الاستفادة من نظم المعلومات الجغرافية و النظر في ما يقابلها من مجالات شرطوية . وقد قدم دليل الأمم المتحدة لنظم المعلومات الجغرافية و الخرائط الرقمية مخططا كتابيا توضيحيا يمكن اعتماده لهذا الغرض .
1 – 6 ) إدخال البيانات و تنظيمها رسم الخطوط و إحداثيات البيانات المدخلة ، لازالت الوسيلة الأكثر استخداما لإدخال الإحداثيات هي طبلات الترقيم (لوحة رسم الخرائط) (المرقمات Digitizers) ، فالخطوط المرسومة على خارطة ورقية يتم تأشيرها بمؤشر المرقم من اجل نقلها إلى النظام في الحاسبة أو برمجيات الترقيم المعتمدة . الوسيلة الأخرى تكون بنسخ الخارطة بواسطة جهاز المكشاف Scanner لينتج خرائط مساحية رقمية . لا يستغني أي مركز شرطة عن خارطة منطقة عمله (إقليمه الوظيفي) ، وهذه الخارطة يمكن أن تؤخذ من مديرية البلديات ، أو المساحة العامة أو غيرها من الجهات ذات العلاقة . تمثل هذه الخارطة ، أو مجموعة الخرائط الأرضية التي ستعتمد لخزن المعلومات و تحديد مواقعها . فمتى ما كانت الخارطة دقيقة و شاملة كانت مواقع البيانات دقيقة و الوصول إليها سهل ونتائجها صحيحة . فالخارطة الأساس Base map هي أرضية قاعدة المعلومات المكانية ، ومتى ما كانت البداية صحيحة كانت النتائج صحيحة أيضا . التحرير و التصويب و التحديث ، وبعد إدخال الخارطة إلى الحاسبة و تحويلها من الشكل الورقي إلى صيغة خارطة رقمية (كي تفهما الحاسبة و يسهل تعامل البرمجيات معها) ، من الضروري التحقق من صحتها . و المشكلة الأكثر حدوثا هي وجود خطوط متقاطعة أو غير متصلة ببعضها ، أو غير موجودة ، أو أن تدخل بعض الخطوط مرتين ، أو ترقم مرتين في الحاسبة . بعض هذه الأخطاء تعالجها برمجيات النظم آليا ، وبعضها يتطلب تدخلا من قبل مستخدم النظام . ولا يرتبط التصحيح و التصويب جوانب الخارطة فقط ، على أهميته ، ولكن جميع المعطيات و الجوانب التي تتعلق بإدخال البيانات . فعملية تحديث المعلومات ، وإلغاء ما هو غير مطلوب ، وتصحيح الخطأ أمر لا يمكن إغفال أهميته لكل عملية خزن معلومات سواء في الحاسبة أو السجلات الورقية . فالحاسبة ماهي إلا سجل آلي يكمل ما كتب على الورق تسهيلا لاستخدامه . تشكيل الوحدات المساحية ، ليس للخطوط التي أدخلت إلى الحاسبة سواء بالنموذج الخطي أو المساحي علاقة ببعض ، ولكن توفر برمجيات نظم المعلومات الجغرافية فرصة للربط بينها و الاستفادة منها في وقت واحد . فيمكن حساب علاقة التجاور و الصلة بين المظاهر في مجموعة البيانات . فعند إدخال صورة جوية لمنطقة واسعة تغطي منطقة عمل مديرية الشرطة ، مثلا ، بالإمكان تحديد حدود الإقليم الوظيفي للمديرية باعتماد النموذج الخطي . في هذه الحالة ، تكون الخارطة ممثلة للمظاهر الطبيعية الموجودة على سطح الأرض ، مع الحدود الإدارية و الوظيفية و غيرها من المعلومات التي لا تظهرها الصورة الجوية . فخارطة بغداد المأخوذة من صورة جوية ، على سبيل المثال لا الحصر ، يمكن تحديد حدود عمل كل مديرية و معاونية عليها ، وتأشير الأماكن المطلوب الانتباه إليها بشكل خاص . التمثيل النسبي للظاهرة ، الخطوط الممثلة رقميا في الحاسبة هي بالسنتيمترات أو الانجات ، لذا هناك حاجة لتحويلها إلى ما تمثله في الواقع طبقا لإحداثيات الخارطة المصدرية (التي اعتمدت أساسا) مثل الأمتار أو الاقادم . فالسنتمتر على الخارطة له ما يمثله من أمتار على الأرض ، ومقياس الرسم هو المفتاح ، انه نسبة وحدة القياس في الخارطة إلى وحدة القياس على الأرض . وقد يتم اعتماد اكثر من خارطة واحدة في رسم أرضية قاعدة المعلومات المكانية . لذا من الضروري الانتباه إلى الاختلاف في مقاييس الرسم و توحيدها لتكون الأرضية معبرة بدقة عن الواقع (قدر الإمكان) . وكلما تعددت مصادر الخرائط كلما ازدادت الحاجة إلى الاهتام بهذا الجانب . و نظم المعلومات الجغرافية و برمجياتها تسهل هذه العملية . التحويل بين النموذجين الخطي و المساحي ، معظم برمجيات النظم الجغرافية التجارية تعزز استخدام المرئيات الفضائية (النموذج المساحي) . ولما كان كل نموذج للبيانات مناسب لمهام و وظائف محددة ، لذا تبقى الحاجة إلى التحويل من صيغة إلى أخرى (من نموذج إلى آخر) . أن التحويل من النموذج المساحي إلى النموذج الخطي أمر ضروري جدا . فالمرئيات لا تظهر ما لا يوجد على سطح الأرض من حدود إدارية و وظيفية ، وليس كل ما فيها من تفاصيل مطلوب . لذا فان تنقية المرئية و تحويلها إلى خارطة تتناسب مع طبيعة الهدف من رسم الخارطة أمر لا مناص منه . وبالقيام بهذه المهمة و تحويلها إلى النموذج الخطي يتم توفير مجالا واسعا في ذاكرة الحاسبة ليكون جاهزا لاستخدامه في المهام الأخرى . وتقوم بهذا معظم البرمجيات الجاهزة لنظم المعلومات الجغرافية ، فهي مهيأة للتحويل من النموذج المساحي إلى الخطي ، و بالعكس أيضا . تنظيم بيانات الخصائص ، لكل مكان على الخارطة الأساس معلومات و بيانات تمثل خصائصه (الطبيعية و \ أو البشرية) ، تخزن هذه المعلومات (الخصائص) في جدول ملحق بالخارطة الأساس . و كل ظاهرة في قاعدة المعلومات المكانية يتم تسميتها و تعريفها بما يميزها عن غيرها من المعلومات . ويكون التعريف بالمعلومة من خلال ربطها بالمكان الذي تعود إليه . ويستخدم هذا التعريف كصلة مع المعلومات الخارجية الأخرى المتعلقة بالمظاهر الجغرافية في الخارطة الأساس . ومن أجل معالجة جداول الخصائص و تحليل بياناتها فقد تم تنظيم البيانات في النظم الجغرافية بما يسمح بتكاملها مع نظم إدارة قواعد البيانات الأخرى ذات العلاقة . يعني هذا ، إمكانية الاستفادة من قواعد المعلومات الأخرى عندما تكون موجهة (معرفة) نحو المكان و دمجها في نظم المعلومات الجغرافية . إنها سمة تزيد من مساحة الاستفادة من قواعد المعلومات المكانية على اختلاف الشركات المنتجة لها . إعادة التصنيف و التكتيل المعلوماتي ، تساعد نظم المعلومات الجغرافية بتراكم المعلومات عن المظاهر المأخوذة من معرفات عامة . فمثلا ، يمكن تجميع الوحدات الإحصائية لتشكل منطقة عمل المديرية . أي ، أن نظم المعلومات الجغرافية تسهل عملية تصنف الوحدات الإحصائية التي جمعت المعلومات الإحصائية للتعداد العام للسكان طبقا لها لتشكل المناطق الوظيفية لمديريات الشرطة . وبهذا تستطيع المديريات الاستفادة من جميع بيانات التعداد العام للسكان وإضافتها إلى أرضية قاعدة المعلومات المكانية (الخارطة الأساس) لتشكل مصرف معلومات مكاني عن الرقعة لجغرافية لمنطقة عملها و بتفاصيل كاملة و دقيقة . إيجاد المجاميع الثانوية ، تساعد النظم الجغرافية في اختيار مجاميع ثانوية ضمن الرقعة الجغرافية لمنطقة عمل المديرية . بعبارة أخرى ، كما هو في إعادة التصنيف و التكتيل المشار إليها آنفا ، فان برمجيات النظم الجغرافية تسهل عملية تجزئة البيانات وإيجاد أقاليم ثانوية ضمن الإقليم الرئيسي . فالنظام يعمل في الاتجاهين : التكتيل و التجزئة .
2 – 6 ) عرض البيانات و النتائج الخرائط و الرسوم البيانية ، يمثل إنتاج خارطة أولى الأهداف من بناء نظم المعلومات الجغرافية ، فهذه النظم تعامل في كثير من الأحيان و كأنها وسيلة لانتاج الخرائط آليا . والخرائط المنتجة هنا تكون أكثر دقة من تلك المرسومة باليد ، ومحتوية التفاصيل المطلوبة الموفية للغرض . أي إنها تنتج لغرض محدد ، مع توفر إمكانية إعادة الإنتاج لتتوائم مع أغراض أخرى . إن إنتاج الخرائط يدويا عملية مكلفة ماديا و تتطلب جهدا كبيرا ، وتستغرق زمنا طويلا . أما رسم الخرائط عن طريق نظم المعلومات الجغرافية فانه يختزل الجهد و الوقت و المال في وقت واحد . ولكل مهمة من مهام الشرطة خارطة تناسبها ، وبهذا فان رسم خارطة ما واعادة رسمها ببيانات و تفاصيل أخرى يساعد الشرطة في النظر بعمق و موضوعية إلى طبيعة كل مهمة تكلف بها و بما يجعل أدائها افضل . ما يصح على الخارطة يكون كذلك على الرسوم التوضيحية و البيانية . الميزة هنا إمكانية الربط بين الخارطة و الرسوم البيانية مباشرة و بأقل جهد ممكن . أن الربط بين الخارطة (الموقع المكاني) مع العرض المرئي لخصائص البيانات و توزيعها (الرسوم البيانية) يكون ذا قيمة نافعة في التفسير و التعليل . ويمكن عرض البيانات بأبعاد ثلاثية ، سواء أكانت رسوما بيانية أم خارطة تمثل توزيع خصائص معينة ، ويكون هذا من خلال هيكل شبكي تسقط عليه الظاهرة بأبعادها الثلاثية . فعند كتابة التقرير السنوي للمديرية ، يمكن رسم خارطة عمل المديرية مسقط عليها كل التفاصيل المطلوبة و الضرورية ، مع رسوم بيانية توضح أداء الوحدات التابعة لها . بهذه الصيغة تتم المقارنة بين الوحدات و التشكيلات من خلال الخارطة و الرسوم البيانية التي تضمها ، وعلى أساسها يكون التقييم . عرض مشترك للمرئيات و البيانات الأخرى ، أن النظر إلى المرئيات الفضائية أو الصور الجوية بمعزل عن الخرائط ، أو البيانات الأخرى لا يساعد كثيرا في تحليلها بصريا واشتقاق طبيعة العلاقة المكانية بها . فنظم المعلومات الجغرافية توفر أرضية جيدة للربط بينها و عرضها مع بعض ، سواء من خلال شاشة الحاسبة ، أو مطبوعة على الورق ، وبهذا يتسنى التمعن بها والاستدلال على ما تحتويه من علاقات مكانية . أن اعتماد مديريات الشرطة للمرئيات الفضائية و الصور الجوية يعني استخدامها لخرائط حديثة ، ولكنها غير كاملة المعلومات . تستكمل من خلال ربطها بالبيانات الأخرى الضرورية لعمل الشرطة . فالخارطة المشتقة من المرئيات الفضائية وبعد إسقاط المعلومات عن مسالك المشبوهين ، ومواقع حدوث الجريمة تسهل رصد و تفسير الأسباب المكانية لحدوث الجرائم ، ومتابعة إجراءات المراقبة و المتابعة .
7 - التسهيلات المعلوماتية في نظم المعلومات الجغرافية تشكل قواعد المعلومات المكانية مصارف للمعلومات و البيانات منظمة على أساس مواقعها المكانية . ولا قيمة لهذه المصارف دون التسهيلات المصرفية (المعلوماتية) ، فليس الهدف من إنشاء المصارف إيداع الودائع وسحبها عند الحاجة ، بل استثمارها بما يعزز الفائدة منها . كذلك المعلومات و البيانات المخزونة في قواعد المعلومات المكانية . أن نظم المعلومات الجغرافية ماهي إلا تسهيلات مصرفية معلوماتية تساعد في الإجابة عن الكثير من التساؤلات ذات الطبيعة المكانية التي تدور في ذهن مودع المعلومات في المصرف . ويمكن تلخيص أبرز التسهيلات المعلوماتية التي تقدمها النظم الجغرافية إلى الشرطة بالآتي :- الاستفسار عن معلومة مكانية ، أن التساؤل عن : ماذا يوجد في الموقع (س) ، أو أين تقع الظاهرة (ص) وغيرها من الأسئلة المكانية يجيب عنها نظام المعلومات الجغرافية . وبصيغ مبسطة يستطيع مستخدم النظام اختيار المظاهر الموجودة على الخارطة الأساس المخزونة في النظام و الاستفسار عنها . إضافة إلى ذلك ، بإمكان المستخدم اختيار مظاهر معينة تتوافق مع مجموعة من المعايير و يقوم الحاسب برسمها على خارطة . كأن ترسم خارطة تحدد مواقع المشبوهين ، أو المواقع التي تعرضت إلى السرقة خلال فترة معينة ، أو رسم خارطة المواقع التي عثر فيها على سيارات مسروقة ، وهكذا . ترتبط نظم المعلومات الجغرافية عادة بنظم قواعد إدارة المعلومات DBM ومن خلالها تنجز عمليات الإجابة عن التساؤلات باعتماد لغة التقصي التركيبية SQL . وتساعد نظم المعلومات الجغرافية في التقصي عن العلاقات المكانية مثل المسافة ، ماذا يقع ضمن المسافة (س) من موقع محدد . أو التقصي عن ظاهرة محددة في أكثر من طبقة معلومات واحدة ، ماهي المباني الحكومية و التابعة للمنظمات الجماهيرية التي تقع في منطقة عمل المديرية ، وهكذا . تلخيص الخصائص ، تساعد قواعد المعلومات المكانية في اشتقاق ملخصات إحصائية ، أو الاشتقاق عبر الجداول الإحصائية Cross tabulation من جداول الخصائص المكانية في مجموعة البيانات في النظم الجغرافية . فمثلا ، بالإمكان حساب المعدل و القيم الدنيا و العليا في أي مجال ضمن متغيرات الجدول . كذلك بالإمكان الربط بين مجالين أو اكثر في الجدول ، واستخلاص مجاميع لمجال ثالث لكل عملية ربط أو لكل خاصية أو فئة . يساعد هذا في حساب مجموع مساحة كل استعمال أرض في الإقليم . وبعد الربط بين طبقتين أو أكثر من طبقات المعلومات ، وبعد تكون تداخلات بين البيانات عبر المناطق يمكن اشتقاق المتغيرات الجديدة . فعند خزن معلومات شهرية عن الجرائم المسجلة في كل مديرية ، وحسب وصفها القانوني ، بالإمكان اشتقاق النسب المئوية ، وحساب قيمة المعدل و الانحراف المعياري ، وترتيب المديريات تصاعديا أو تنازليا . كذلك بالإمكان حساب نسب التقدم و الإخفاق من خلال الربط بين نسب فترة زمنية راهنة مع فترة سابقة (طبقتين من المعلومات) ، أو حساب نسبة المتهمين في جريمة معينة من فئة عمريه محددة ، أو مهنة معينة . تحويل البيانات المكانية من نموذج إلى آخر ، وتسمى في بعض الأحيان تغيير القاعدة ، وهي تسمح في إيجاد تغطية شاملة لمنطقة عمل المديرية من بيانات مأخوذة من عينات أو دراسات مسحية أجريت عن المنطقة . فنظم المعلومات الجغرافية بإمكانها تحويل قراءات محطات الرصد الجوي من صيغة خطوط المطر المتساوي إلى صيغة التدرج اللوني ، من النموذج الخطي إلى النموذج المساحي . فعندما تتوافر معلومات عن تسرب الطلبة في المدارس من بحوث تربوية مثلا ، حينها يمكن ربطها بالمعلومات الأخرى في النظم الجغرافية في مديرية الشرطة لتخرج بنتائج عن التركز والتدرج في نسب التسرب وما يمكن أن يؤدي إليه من انحراف و مشاكل مستقبلا . حساب المسافات و أطوال الطرق ، وهي من أبرز العمليات التي تؤديها نظم المعلومات الجغرافية ، حيث يمكن حسابها كخطوط مستقيمة بين نقطتين ، أو كشبكة . وباعتماد شبكة الطرق فان النظام قادر على تقدير المسافة الفاصلة و الوقت المستغرق للوصول إلى الهدف . فعندما يتم الإبلاغ عن تعرض موقع محدد إلى اعتداء فان المسافة الفاصلة بينه و موقع المديرية يمكن حساب المسافة و اختيار الطرق و حساب الوقت المستغرق للوصول إليه . تأشير المناطق المحيطة ، وهو نوع خاص من عمليات حساب المسافة حيث يقوم النظام بتحديد إقليم محيط بالظاهرة أو الموقع ، سواء أكان حول نقطة ، أو خط ، أو منطقة . وبالإمكان تحديد وزنها من خلال قيم الخصائص أو المعايير . فعلى سبيل المثال فان الطرق المعبدة يمكن أن تحصل على مناطق عازلة أوسع من الطرق الترابية . وعند الاستقصاء فان المناطق العازلة تكون من جملة الاستفسارات المكانية . لهذه الخاصية أهمية عند تحديد موقع معين (دائرة مهمة) و المطلوب التعرف على طبيعة ما يحيط بها من سكان بخصائص معينة و بمسافة محددة . كذلك عند تحديد موقع مركز شرطة و تحديد منطقة عمله بمسافة معينة و المطلوب معرفة التركيب السكاني لمنطقة عمله . تحديد أقرب مظهر أو موقع ، بالربط بين الاستقصاء المعلوماتي وحساب المسافة يمكن تحديد عدد من الظواهر القريبة من فئة معينة أو صنف معين أو موقع محدد . فمثلا ، يمكن تحديد جميع المواقع القريبة من مستشفى معين أو أي موقع مهم ، و النتيجة تدعى بسطح الوصول حيث يتم حساب التدرج الزمني و المسافة من الموقع المحدد . تحديد مناطق الخدمات ، و كناتج عن وظيفة إيجاد المظاهر القريبة ، وعند اعتمادها لتغطي إقليم كامل ومن ثم تجزئته إلى مناطق حسب القرب من تسهيل خدمي (مركز شرطة ، مدرسة ، مستوصف) ، عندها تكون الوحدات الأرضية قد تجزأت إلى مناطق عمل و تقديم خدمات أو مناطق تغذية للمرافق الخدمية الموجودة ضمن الإقليم الكبير . الربط بين النقاط أو الخطوط في الإقليم ، العديد من الاستقصاءات في النظم الجغرافية تتطلب الربط بين مجاميع البيانات المختلفة . فمثلا ، قد تكون هناك إحداثيات لعدد من النقاط ممثلة تكتلات لمسح سكاني معين و المطلوب ربط نتائج المسح الميداني مع معلومات مستمدة من التعداد العام للسكان المتوافرة على أساس الوحدات الإحصائية . حينها سيقوم النظام بتحديد موقع كل نقطة ميدانية في الوحدة الإحصائية و يضيف معلومات التعداد العام إلى الخصائص التي سجلت في تلك النقطة أثناء المسح الميداني . فعند تحديد مواقع الهاربين من خدمة العلم ، و مواقع المشبوهين و ربط مواقعهم مع المعلومات المتوافرة عن مناطق سكناهم يمكن تفسير النمط الذي يشكلوه وعلى ضوء ذلك تتخذ الإجراءات المناسبة ، الوقائية و العلاجية . تداخل المناطق ، بتداخل مظاهر مناطق مجموعتين من البيانات المكانية في النظم الجغرافية حينها يقوم النظام بدمج مجموعتي البيانات لينتج عنها وحدات مكانية جديدة تضم المناطق التي حدث فيها التداخل ، وحينها تتكون مجموعة بيانات جديدة تضم الخصائص الواردة في المجموعتين الأصليتين . واستنادا إلى طبيعة البيانات يقوم النظام أما الإبقاء على الخصائص كما هي دون تغيير (معلومات مجدولة ، نسب ) أو يقوم بقسمتها على المنطقة الجديدة (بيانات عددية) . ويحدث التداخل عند البحث عن معلومات عبر الجداول مثل حساب معلومات التعداد العام للسكان بالارتباط بنطاقات استعمالات الأرض . وفي الشرطة قد يحدث التداخل بين مجال عمل المحلية مع النجدة ، أو مع المرور ، أو الطوارئ ، ومن خلال تبادل المعلومات يمكن تنظيم العمل و تطوير قاعدة المعلومات المكانية بحيث تخدم جميع الأطراف طالما جميعها تؤدي واجبا متكاملا لحفظ الأمن .
8 - نظم المعلومات الجغرافية و تحليل الجريمة للجريمة خمسة أبعاد مكانية ، ولكل بعد متغيراته الخاصة به ، وقد تتداخل الأبعاد فتشترك في المتغيرات . وبوجود قاعدة معلومات مكانية تتوافر فرصة للتحليل و الاستنتاج بما يخدم دراسة الجريمة و تحليل عوامل البيئة المحلية المساعدة على حدوثها . وقد اعتمدت دوائر الشرطة في العالم الخرائط في غرف العمليات ، أسقطت عليها البيانات ذات العلاقة ، فكانت الخارطة مفتاحا لتفسير الكثير من النقاط التي لم تكن بارزة للعيان في الوهلة الأولى وساعدت في كشف الجريمة و متابعة منفذيها . لقد أصبحت الخارطة سمة ملازمة لغرفة العمليات ، فبدونها يصبح المكان قاعة اجتماعات اعتيادية . وعند مناقشة سرقة السيارات تتعزز أهمية الخارطة في متابعة الجريمة و مطاردة مقترفيها ، وذلك لأن حركة الجناة واسعة و سريعة بين أرجاء المدينة المختلفة ، وبدون الخارطة يصبح الأمر صعبا أن لم يكن مستحيلا . والشرطة مؤسـسة تقدم خدمات مجتمعية لا يمكن الاستغناء عنها ، فمجرد تواجدها في الرقعة الجغرافية يقلل من احتمالات حدوث الجريمة . لذا من الضروري أن يكون انتشار قوتها و وتواجدها بشكل يؤدي إلى هذه النتيجة وعلى أفضل صورة . أي ، انتشار و تواجد يتناسب مع حاجة كل منطقة وحسب جدول زمني . ولما كان التباين المكاني حقيقة ماثلة للعيان لكل ما يراد حمايته و حفظ أمنه ، من سكان و ممتلكات وغيرها ، لذا فان التنظيم المكاني لتواجد رجال حفظ الأمن و عملهم يجب بالضرورة أن يأخذ في الحسبان . فمعرفة الواقع الجغرافي (الطبيعي و البشري) لمنطقة عمل وحدات الشرطة لا غنى لها عنه عند تحديد مواقع تواجدها الثابتة و المتحركة ، وعند تقرير خطط حركتها وإجراءاتها المختلفة ، وعند رسم حدود الأقاليم الوظيفية لوحداتها العاملة ، وعند تقييم أدائها ، وغيرها من المهام الأخرى . وفي الدول المتقدمة اعتمدت نماذج رياضية (Lapatra 1978) تساعد المسؤولين في اتخاذ القرار | |
|