نظم حزب (الحرية والعدالة) ببنى سويف أول مؤتمر جماهيرى مساء الجمعة بميدان الشهداء (المديرية) في حضور قرابة ثلاثة آلاف مواطن من مدن وقرى المحافظة وسط اهتمام إعلامي كبير..
وأكد الدكتور عصام العريان النائب الأول لرئيس حزب الحرية والعدالة في كلمته أهمية دور كل فرد في الاستحقاق الانتخابي القادم والتعبير عن رأيه بحرية واختيار أفضل العناصر التي يرى أنها سوف تحقق ما يصبو إليه من خير لهذا الوطن، خاصة أولئك الذين كثيرًا ما تشدق النظام البائد بمستقبل أفضل لهم، ثم بذل كل جهده فى القضاء على هذا المستقبل بالسرقة والنهب..
وأضاف العريان أن هناك أذنابا قابعة للنظام السابق ما زالت تعمل من أجل إجهاض الثورة خاصة في مجال المال والأعمال والسلطة والنفوذ والأمن والإعلام، لافتا إلى أن الفوز في انتخابات المعلمين لم يكن انتصارًا لجماعة الإخوان المسلمين فحسب لكن كان هزيمة لفلول النظام، مؤكدا أن "الذين فازوا هم أنصار التغيير وبناء مصر الحديثة ومصر الحرة"..
وأشار العريان إلى أن ما حدث في انتخابات نقابة المعلمين من صعود أفراد الجماعة يعد "لطمة وجهها المعلمون لفلول الحزب الوطني الذين أرادوا أن يعودوا من جديد إلى مواقع اغتصبوها بالتزوير؛ وهذه اللطمة أكدت أن هذا الشعب يستخدم القيم والثقافة الديمقراطية في القضاء على تلك الفلول وهذه البقايا من النظام السابق..".
وأكد د. عصام أن "المحاكمات العادلة هي التي ستتكفل بإسقاط باقي فلول النظام السابق والتي تشمل المحاسبة عن الفساد المالي والجنائي والسياسي وتحرير إرادة الشعب"..
وطالب العريان الشعب بالاستمرار فى حراسة ثورته والعمل البنّاء من أجل تحقيق نهضة البلاد وتكاتف جميع قوى الأطراف المخلصة ونبذ كل دعاوى الفرقة.. مشيرا إلى أن تنوع الرؤى والاجتهادات يصب فى صالح قوة الحزب لضمان الإحاطة برؤية شاملة ترسمها لمستقبل أفضل لمصر..
ولفت العريان أيضا إلى أن النظام السابق "جعل مصر تابعة لا متبوعة"، وأكد أن الجماعة "عملت طوال الثلاثين عاما الماضية من أجل إسقاط النظام السابق، وتحمل أعضاؤها العنت من أجل تحقيق ذلك الهدف، محييا أرواح الذين دافعوا عن مبادئ الجماعة وتوجهاتها الإسلامية التي تنبثق من فهم واع للدين والشريعة"..
ونوه عصام العريان بأنه "آن الأوان أن يتكاتف الجميع لأن الخوف المرضي الذي يسود في بعض الأوساط ـ وفي الإعلام بالذات ـ مما يسمى بفلول النظام السابق آن له أن ينقشع وآن للخائفين أن يطمئنوا وآن للمرتعشين أن يثبتوا وآن للمتقاعسين أن يتقدموا"..
وقال عصام :" نتقدم إلى بناء مصر الحديثة ببرلمان جديد وانتخاب لجنة لتأسيس دستور جديد من مائة من عظماء مصر و نعمل على انتخاب رئيس جديد يتسلم السلطة من الجيش الذي يقدره الإخوان ولا ينسون له دوره المهم في مساندة الثورة"..
وأشار عصام إلى أن "الإخوان المسلمين" قادرون على بناء الوطن وعلى تحقيق أحلام المصريين.. مؤكدا أن "مصر خلال سنوات قليلة سيكون لها الحق في رسم وتقرير مستقبل العالم" ، لافتا ـ في الوقت نفسه ـ إلى أنه من حق 300 مليون عربي أن تكون لهم كلمة مسموعة في العالم وهذه الكلمة لن تقولها سوى مصر، وأنه آن الأوان أن تمتزج المادة بالروح، وأن تكون للدين كلمته في تقرير مصير المؤمنين برسالة الإسلام في كل أنحاء العالم.. " - حسب بيان العريان في المؤتمر.
بينما تناول الدكتور نهاد القاسم أمين عام الحزب في بني سويف بكلمته الافتتاحية للمؤتمر القواسم المشتركة بين الأطياف السياسية في المجتمع، مشيرا إلى أن الثورة جاءت من أجل تحسين أوضاع الناس لا أن تزيدها سوءًا وتعود بها إلى الوراء..
وأضاف د. القاسم أن مصانع عديدة للأسمنت أقيمت في المحافظة خلال عهد النظام السابق يتم استغلال ثرواتها بمقابل زهيد، علاوة على تلويثها للبيئة وتوزيع عوائدها على كبار القيادات دون أن يكون للمواطن البسيط فيها حظ أو نصيب.
وتحدث عبد العظيم الشرقاوي عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين عن شمال الصعيد عن أولئك الذين بذلوا الغالي والرخيص خلال حكم النظام السابق، واستطاعوا أن يصبروا ويثبتوا حتى حققوا النصر وتمكنوا من إسقاط النظام وأسسوا الحزب الذي انتظروا كثيرا مولده حتى يستطيع أن ينهض بالبلاد، مشيرا الى بعض أوجه وصور الفساد التي طالت مناحي الحياة أثناء حكم النظام السابق