(أولاً): المقدمة
مقدمة في علم الجيومورفولوجيا
دراسة في علم أشكال سطح الأرض
لقد تطور علم الجيومورفولوجيا ونما نموا عظيما خلال العقود الستة الأخيرة موضوع الجيومورفولوجيا وأهميتة للجغرافيا وعلاقته بالعلوم الأخرى .
* كثر الحديث في موضوع ومفهوم علم الجيومورفولوجيا وتقدم البحاث بعدد من التعريفات التي يكمل بعضها بعضاً حتى أصبح بالإمكان القول بأن موضوع العلم أصبح واضحا جليا .
فالجيومورلوجيا عند ألبريشت بنك A.Penck هي العلم الذي "يدرس أشكال سطح الأرض من حيث النشأة والمظهر" ، ويتفق هذا التعريف إلى حد كبير مع تعاريف أخرى لبحاث كبار من المتحدثين بالألمانية . فيعرف هيتنر Hettner علم الجيومورفولوجيا بأنة "علم دراسة أشكال سطح الأرض" ، ويعرفه فيليبسون Philipso بأنه "دراسة سطح قشرة الأرض الصلبة" ، وعرفه بسارجى Passarge بأنه "دراسة شكل سطح الأرض" ، وعرفه زولش Soelch بأنه "علم أشكال الأرض" باعتباره " علم دراسة تضاريس الأرض" من حيث مظهرها الحالي وما ضيها ومستقبلها ، وعرفه ماخاتشيك Machatschek بأنه "العلم الذي يدرس العوامل المشكلة لسطح الأرض وما ينشأ عنها من أشكال أرضيه" أما ديفز Davis فيعرف الجيوموفولوجيا بأنها علم "الوصف التفسيري للأشكال الأرضية" .
ولعل هذه التعريفات جميعا نابعه من تعريف شامل للعالم ريشتهوفين Richthofen مؤداه أنها "العلم الذي يحاول التعرف على الأشكال الأرضية تميزها ووصفها وتوزيعها ، ثم تجميعها فى أقاليم أرضية".
ويمكننا صياغة تعريف شامل جامع موجز للمورفولوجيا مؤداه أنها "علم أشكال قشرة الأرض ، والعوامل الطبيعية المنشئة لتلك الأشكال" ، وبالتالي فنحن نجنب فعل الإنسان و تأثيره في تشكيل وتعديل مظهر الأشكال الأرضية ، وإذا ما أردنا تعبيرا أكثر إيجازا ويفى أيضا بتوضيح موضوع الجيومورفولوجيا فأننا نقترح أيضا العبارة التالية : الجيومورفولوجيا هي "علم تشكيل وأشكال سطح الأرض" وإذا ما أخذنا بهذا التعريف فأن الجيومورفولوجيا لا تكون مجرد فرع ، أي فرع من فروع الجغرافيا ، و إنما تكون الفرع الأساس لعلم الجغرافيا .
ذلك أن جميع الأحداث والظواهر الأخرى على سطح الأرض تتصل اتصالا مباشرا و تنبنى أساسا على أشكال هذا السطح التي تظهرها وتكشف عن خباياها وأصولها الأبحاث الجيومورفولوجية . فبالرغم من أن الغلاف الجوى له قوانينه الكوكبية الخاص به ، فأن عناصره وظواهره المناخية من حرارة ورياح وتساقط تتصل اتصالا وثيقا ، وتتأثر تأثرا عظيما بالظواهر الجيومورفولوجية . بل يكون للدول ذات الأحجام الكافية بما تتميز به من تضاريس معلومة ، مناخها الخاص بها مثلما يتأثر النشوء والنمو والتطور النباتي و الحيواني الطبيعي بالانعزال الجزري .
ويتكيف التكوين النباتي و الحيواني بالمتاح من أشكال سطح الأرض ، مثلما يحدث تماما لتوزيع الجماعات البشرية عرقا ، وشعبا ، وأمه ، ودولة .
و من ثم تتحدد الصلة القوية والرباط المتين بين الظواهر المناخية والبيولوجية من جهة ، والأشكال المورفولوجيه لسطح الأرض من جهة أخرى .
بل أن معرفة الأصل التكويني لمختلف الأشكال الأرضية مثل أنماط السهول والهضاب ذات البناء المتباين ، والنمو والتطور المتنوع ، لتسهم إسهام مؤثرا وفعالا في استجلاء وتفسير تلك الظواهر البيولوجية .
*ولقد اتضح لرجال الجغرافيا في أواخر القرن الماضي ما للجيومورلوجيا من أهمية خاصة ، باعتبارها الأساس والقاعدة التي تعتمد وترتكز عليها الجغرافيا الوصفية التفسيرية ، فوضعوها في مركز القلب للأبحاث والدراسات الجغرافيا .
وقال عنها ألبرشت بنك سنة 1894م أنها "المكون الرئيسي للجغرافيا الحقيقية" .
ولا شك أن الأيام قد أثبتت منذ ذلك الحين ، ومع توالى الدراسة والبحث صدق مقولة ألبرشت بنك ، فهي قد استحقت عن جداره مكانتها المرموقة بين أفرع الجغرافيا الحديثة . ذلك أنها في الحقيقة جوهر الجغرافيا وروحها وهى تكون أساس الجغرافيا الوصيفة التفسيرية . وكما ينتمي الأساس لبناء المنزل فإن الجيومورفولوجيا تنتمي لبناء علم الجغرافيا .
*ومادامت الجيومورفولوجيا هي أساس الجغرافيا الوصفية التفسيرية فإنها بطبيعة الحال لا ترتكز على القاعدة الجغرافية وحدها . فهناك أربعة علوم أرضية أخرى ، علوم مجاوره ، ذات صله وثيقة بالجيومورفولوجيا ، تعنى بدراسة الشكل العام للأرض ، وبحالتها ، وبنائها ، ومادة بنائها .
وأول هذه العلوم الجيوديسيا Geodesy ، وهى علم قياس الأرض الذي يعنى بتحديد مواقع وارتفاعات نقط معلومة على سطح الأرض مع الأخذ في الحسبان أثناء إجراء عمليات القياس للشكل الحقيقي للكرة الأرضية .
والعلم الثانى هو الجيوفيزيقيا أو علم الطبيعة الأرضية Geophysics الذى يكشف للجيومورفولوجى خبايا القوى التي تسكن باطن الأرض ، لكنها تؤثر في تشكيل سطح الأرض كالزلازل والبراكين ، كما أنها تيسر للجيومورفولوجى فهم مجمل العمليات التكتونية ، وتكوين تصور نظري لها . أما الصلة الوثيقة والرباط المتين بين الجيومورفولوجيا والجيولوجيا Geology فلا مراء فيه ويتضح مدى الرباط المتين بينهما حينما نقول أن على الجيومورفولوجى أن يدرس منطقة البحث جيولوجيا وعلى أعلى مستوى ، إذا لم يجد أمامه دراسة جيولوجية أخرى سابقة لها . ولهذا توصف الجيومورفولوجيا في بعض الأحيان على أنها همزه الوصل بين الجغرافيا والجيولوجيا .
أو أنها تمثل نطاق الحدود بينهما ، وإن كان هذا القول لا يصدق على محتوى العلمين ، و بالتالي فهو يجافى الصواب . ومع هذا يمكن القول أن أجزاء من الجيومورفولوجيا يمكن اعتبارها معابر بين العلمين . ويبقى العلم الرابع ذو الصلة الوثيقة بالجيومورفولوجيا ، وهو علم البتروجرافيا Petrography ، أو علم الصخور ، الذي يقوم بدراسة بناء قشرة الأرض السطحية ، التي ينظم الجيولوجى فيما بعد أعمارها ووحداتها الزمنية ، وهنا يبدو التعاشق التام بين الجيومورفولوجيا وبين البتروجرافيا ، كما هي الحال بينها وبين الجيولوجيا . فعن طريق الدراسات البتروجرافية يتعرف الجيومورفولوجى على خصائص مواد البناء التي توازى في أهميتها نظام البيئة لأشكال سطح الأرض .
*ويظهر مما سبق الارتباط الوثيق بين الجيومورفولوجيا وعلوم أخرى مجاوره وإن الذي لا يغترف من معارف تلك العلوم بالقدر الكافي لا يمكنه التعميق في دراسة هذا العلم ، ولا يمكنه التمكن من حقل البحث الجيومورفولوجى الصحيح . لكننا ينبغي أن نؤكد الصلة العضوية بين الجيوموفولوجيا والجغرافيا . ويجب أن لا نمل التأكيد على تأصيل جذور الجيومورفولوجيا فى الحقل الجغرافى ، رغم صلاتها بالجيولوجيا. وحينما نضع الدراسة الجيومورفولوجية فى إطار البيئة الجغرافية العامة التي هي بالنسبة لها الأساس والمرتكز ، فأن الطريق يصبح سهلا لتفهم الرباط المتين بين الجيومورفولوجيا والمناخ والجغرافيا النباتية . إضافة إلى علم الخرائط ( الكارتوجرافيا ) الذي يمثل الأساس لأية دراسة جغرافية دقيقة .
*من هذا العرض الموجز لمفهوم الجيومورفولوجيا وصلاتها بالجغرافيا وبالعلوم الأخرى المجاورة ، يتضح لنا أنها ليست مجرد علم أو دراسة تمهيدية ، وإنما هى جزء مكمل ومتمم للجغرافيا . ولا يمكن الحديث عن البناء العلمي الجغرافى إلا إذا بدأنا بأساسه الجيومورفولوجى .
وسنخص الحديث بعده موضوعات هامة وهى :
*الأنهار وأثرها فى تشكيل سطح الأرض .
*جيومورفولوجيه الأراضي الجافة وشبة الجافة .
*التعرية البحرية وجغرافية السواحل .
*الماء الباطنى وأثره فى تشكيل سطح الأرض ( مورفولوجيه الكارست ) .
(ثانياً): الموضوعات التي تتحدث عنها الموسوعة
أولاً : الأنهار وأثرها فى تشكيل سطح الأرض وتشمل :
مصادر مياه الأنهار
نشأة الأنهار وتطورها
نظم جريان الأنهار وتحتوي على:-
الجريان السطحي الغطائى .
الجريان النهرى ـ المجرى .
طاقة النهر .
النقل النهرى .
أساليب النقل النهرى .
تباين حجم ونوعيه الحمولة النهرية .
النحت النهرى .
أساليب النقل النهرى .
تباين حجم ونوعيه الحمولة النهرية .
النحت النهرى .
تكوين الأودية النهرية وتشكيلها .
النحت الرأسى وتعميق الوادى .
النحت الجانبى وتكوين المنعطفات .
النحت الصاعد .
القطاع الطولى للنهر .
مفهوم التعادل .
تأثير مستوى القاعدة فى التعرية النهرية .
تأثير إنخفاض منسوب البحر على القطاع العرضي للنهر .
تأثير ارتفاع منسوب البحر .
الارساب النهري .
ظواهر الارساب النهرى .
السهل الفيضى .
البحيرات المتقطعة .
الجسور الطبيعية واطماء المجرى .
الدالات البحرية .
الدالات البحيرية .
الدالات المروحيه والمخروطية .
شطوط المصبات الخليجية .
نظم التصريف النهرى النشأه والتطور والشكل .
نشأة النظم النهرية وتطورها .
كيفية التعرف على تاريخ التصريف النهرى .
خصائص الأنهار التابعة .
الاسر النهري .
علامات الاسر النهرى .
شكال النظم النهرية .
نظم التصريف النهرى غير المتوافق مع التراكيب الصخرية .
التصريف النهرى العشوائى .
التصريف النهرى السالف أو السابق أو المناضل .
التصرف النهرى المنطبع .
ثانياً : جيومورفولوجية الأراضي الجافة وشبة الجافة وتشمل :
مفهوم الصحارى وأهميتها الجيومورفولوجية وتصنيفها .
الأنماط الرئيسية للأشكال الأرضية بالصحارى .
تصنيف الصحارى .
الخصائص الرئيسية العامة للصحارى .
العمليات الجيومورفولوجية المؤثره فى الصحارى (عمليات التجوية) .
فعل الماء الجارى فى الصحارى .
أنماط الجريان المائى السطحى بالصحارى .
فعل الرياح فى الصحارى .
الرياح كعامل نحت .
مظاهر النحت بواسطة الرياح .
الرياح كعامل نقل .
الرياح كعامل ارساب .
ظاهرة البييدمونت الصحراوية .
واجهة الجبل .
كوع المنحدر .
البيديمنت الصخرية .
الباجادا .
النطاق الرسوبى الفيضى .
نظريات تشكيل البيديمتات :
1 ـ نظريات التعرية المائية .
2ـ النظريات المركبة .
ثالثاً : التعرية البحرية وجغرافيا السواحل :
التعرية البحرية .
فعل الأمواج وحركة المد والجزر والتيارات البحرية .
طبيعة السواحل .
التغيرات فى مستوى البحر .
مظاهر النحت البحري .
النقل البحري .
الإرساب البحري .
مظاهر الإرساب البحري .
تصنيف السواحل :
1 ـ السواحل الغارقة .
2 ـ السواحل الظاهرة .
3-السواحل المرجانية .
رابعاً : الماء الباطني وأثره فى تشكيل سطح الأرض (مورفولوجية الكارست) :
نفاذية الصخور .
مستوى الماء الباطنى .
الينابيع .
الآبار .
الأحواض الأرتوازية .
الآبار الإرتوازية .
الظاهرات الجيومورفولوجية فى المناطق الجيرية الرطبه (مناطق الكارست) :
1 ـ الأسطح الجيرية المضرسة .
2 ـ البالوعات .
3 ـ الكهوف .
4 ـ المجارى المائية الباطنية .
5 ـ الأدوية الجاف .